responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 70

بناء على هذا سنذكر هنا بعض النماذج عن تلك الأحاديث التي لا ندري ما نصف فيها أبا هريرة، هل بالتدليس، أم بالكذب، لأنه لا يكتفي بأن يروي الحديث من غير سند، وإنما يضيف إليه ادعاء سماعه له، مع العلم أنه لم يشهد الحادثة، ولم يرها، ولم يسمع ما دار فيها، إلا إذا كان ذلك من باب المعجزات التي ادعى حصولها للعلاء الحضرمي، فيكون قد حضر بقلبه لا بجسمه.

فمن تلك الأحاديث ما رووه عنه أنه قال: (دخلت على رقية بنت رسول الله a امرأة عثمان، وبيدها مشط، فقالت: خرج رسول الله a من عندي آنفا، رجلت رأسه، فقال لي: كيف تجدين أبا عبد الله؟ قلت: بخير، قال: (أكرميه، فإنه من أشبه أصحابي بي خلقا)[1]

وهذا من الأحاديث التي تقرب بها إلى بني أمية، وهي كثيرة جدا، وليته قبل أن يرويه تثبت من وقت وفاة رقية، لأنها توفيت بإجماع العلماء سنة ثلاث للهجرة، بعد فتح بدر، وقبل أن يسلم أبو هريرة، لأنه أسلم سنة سبع بعد فتح خيبر.

ولهذا اعتبر علماء الحديث هذا الحديث من الأحاديث التي صح سندها ووهى متنا، فقد قال الحاكم في المستدرك بعد إخراجه للحديث من طريقين قال فيهما: (هذا حديث صحيح الإسناد واهي المتن)، وقال الذهبي: (صحيح منكر المتن) [2]

وقد حاول السلفية بكل ما أوتوا من صنوف الحيلة أن يدافعوا عن هذه التهمة، وأبرز تلك الحيل، وأيسرها عليهم هو رد اعتبار الحاكم لصحة الحديث، باعتباره من غير جهابذة هذا العلم، مع كونهم يرجعون إلى حديثه في حال انسجامه مع أهوائهم.

بل إنهم يضعون هذا الحديث فيما يوردونه من مناقب عثمان، ليلبسوا به على


[1] الحاكم في المستدرك، (4/52)، رقم (6854)

[2] الحاكم في المستدرك، (4/52)، رقم (6854)

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست