اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 72
باتفاق المؤرخين
ـ لم يشهد فتح خيبر، بل جاء بعد فتحها..
فقد روى ابن سعد
في الطبقات: أن أبا هريرة قدم المدينة في نفر من قومه وافدين، وقد خرج رسول الله a إلى
خيبر واستخلف على المدينة رجلا من بنى غفار يقال له سباع بن عرفطة، فأتيناه وهو في
صلاة الصبح فقرأ في الركعة الأولى كهيعص (مريم)، وقرأ في الركعة الثانية (ويل
للمطففين) (المطففين)، قال أبو هريرة: ويل لأبي فلان له مكيالان، إذا اكتال، اكتال
بالوافي وإذا كال، كال بالناقص، فلما فرغنا من صلاتنا أتينا سباعا فزودنا شيئا حتى
قدمنا على رسول الله a، وقد افتتح خيبر فكلم
المسلمين فأشركونا في سهمانهم[1].
وقد قال
القسطلاني تعليقا على قول أبي هريرة (افتتحنا خيبر): (أي افتتح المسلمون خيبر،
وإلا فأبو هريرة لم يحضر فتح خيبر، نعم حضرها بعد الفتح) [2]
ومن تلك
الأحاديث المرتبطة بأخبار خيبر، وادعائه حضورها مع كونها لم يحضر ما رواه البخاري
ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة أنه قال: (شهدنا مع رسول الله a خيبر، فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام: هذا من
أهل النار، فلما حضر القتال، قاتل الرجل قتالا شديدا، فأصابته جراحة، فقيل له: يا
رسول الله، الذي قلت له آنفا: إنه من أهل النار، فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا،
وقد مات؟ فقال النبي a: إلى النار، فكاد بعض
المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك، إذ قيل له: إنه لم يمت، ولكن به جراح
شديدة، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فقتل نفسه، فأخبر النبي a، فقال: الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله، ثم
أمر بلالا فنادى في الناس: إنه لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله