responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 64

الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس) [1]

وفي حديث آخر قال a: (لا تقل: تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت: تعس الشيطان، تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله، تصاغر حتى يصير مثل الذباب) [2]

وغيرها من الأحاديث الكثيرة، التي تبين معنى قوله تعالى: ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ﴾ [الناس: 4]

لكن الشيطان الذي وصفه أبا هريرة كان قويا إلى الدرجة التي لم يفر منها عند سماع القرآن، أو عند ذكر الله، وإنما راح هو نفسه يقرأ القرآن الكريم، بل يقرأ سيدة آي القرآن.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ما ذكره يخالف تلك النصوص المقدسة الكثيرة التي تبين خطورة الشيطان، وعداوته الشديدة للإنسان، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر: 6]، لكن أبا هريرة جعله ناصحا وصادقا.

بالإضافة إلى ذلك كله، فإن هذا الحديث وغيره أشاع تلك الثقافة الخطيرة المرتبطة بعالم الجن والعفاريت، والتي يحبها السلفية ويتمسكون بها، ويبدعون من يخالفهم فيها.. مع أن عالم الجن عالم مختلف عن عالمنا تماما، فلا حاجة للشيطان في التمر، ولا في أكله، ولو أراد ذلك لأخذه من غير أن يراه أحد، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾ [الأعراف: 27]

هذه بعض التساؤلات البسيطة حول الحديث الذي أصبح شعارا للسلفية يرددونه


[1] مسند أبي يعلى (7/278،279)

[2] رواه أحمد (5/59)

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست