اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 63
البارحة؟)،
قال: قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالاً، فرحمته، فخليت سبيله، قال: (أما
إنه قد كذَبك، وسيعود)، فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله a:
إنه سيعود، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله a، قال: دعني؛ فإني محتاج وعلي عيال، لا أعود، فرحمته، فخليت سبيله،
فأصبحت، فقال لي رسول الله a: (يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟)، قلت: يا
رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالاً، فرحمته، فخليت سبيله، قال: (أما إنه قد كذبك
وسيعود)، فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول
الله، وهذا آخر ثلاث مرات، أنك تزعم لا تعود، ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات
ينفعك الله بها، قلت: ما هو؟ قال: إذا أويتَ إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: ﴿اللَّهُ
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: 255]، حتى تختم
الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله،
فأصبحت فقال لي رسول الله a: (ما فعل أسيرك البارحة؟)، قلت: يا رسول
الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله، قال: (ما هي؟)، قلت:
قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: ﴿اللَّهُ
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: 255]، وقال لي: لن
يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير -
فقال النبي a: (أما إنه قد صدَقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب
منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟)، قال: لا، قال: (ذاك شيطان) [1]
وهذا الحديث
ممتلئ بالغرابة من نواح كثيرة جدا، لعل أوضحها معارضته لما ورد في النصوص الكثيرة
من أن الشيطان يخنس عند ذكر الله تعالى، ومنها قوله a:
(إن