فقد
أخبرت الآيتان الكريمتان على أن الوسوسة تمت لآدم، وأنه هو الذي عصى بالأكل من
الشجرة، وأن حواء شاركته في ذلك.. ولم يذكر القرآن الكريم أي دور لحواء في إغراء
آدم للأكل من الشجرة على خلاف ما نص عليه الكتاب المقدس، والذي تتلمذ عليه أبو
هريرة أكثر من تلمذته على رسول الله a.
ففي
الإصحاح الثالث (1-7) من سفر التكوين: (وكانت الحية أحيَلَ جميع حيوانات البرية.
فقالت للمرأة أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة... فرأت المرأة أن الشجرة
جيدة للأكل... فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رَجُلَها... فقال آدم للرب: المرأة التي
جعلتها معي هي التي أعطتني من الشجرة فأكلت... ثم ذكر أن اسمها حواء)
ومن
الذين وقفوا بشدة في وجه ذلك الحديث والتحريفات التي يحملها الشيخ محمد الغزالي في
كتابه [السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث]، والذي قال فيه: (ما خانت حواء آدم، ولا
أغرته بالأكل من الشجرة، هذا من أكاذيب التوراة! والقرآن صريح وحاكم في أن آدم هو
الذي عصى ربه! ولكنكم دون مستوى القرآن الكريم، وتنقلون من المرويات ما يقف عقبة
أمام سير الدعوة الإسلامية)
ومنهم
الشيخ محمد سعيد حوى في مقالة له في جريدة الرأي الأردنية، تناول فيها هذا الحديث كنموذج
للأحاديث الواردة في الصحيحين، التي تعارض القرآن؛ ومما جاء في بحثه قوله حول هذا
الحديث: (إن التوراة المحرفة هي التي تقرر أن سبب وقوع آدم في المعصية، حواء. ولقد
جاء النص هنا موافقاً للتوراة مع ما يتضمن النص المنسوب لرسول الله من: أ. تحميل
حواء المسؤولية. ب. إنها هي سبب الغواية. ت. توريث الخطيئة لذريتها. وكل هذا مخالف
للقرآن وموافق للتوراة؛ فالقرآن نجده إما
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 204