فهل يمكن أن
يكون هذا الرزق العجيب الذي رآه زكريا عليه السلام، وانبهر له، جرادا؟
ومن تلك
الأحاديث التي تعرضت للنماذج الطاهرة التي ذكرها القرآن الكريم حديثه عن حواء أم
البشر جميعا، والتي وصفها بالخيانة، وأن كل خيانة تقوم بها امرأة في الدنيا لزوجها
نتيجة لخيانتها.
ونص الحديث كما
حدث به أبو هريرة عن رسول الله a
أنه قال: (لولا بنو إسرائيل، لم يخبث الطعام، ولم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن
أنثى زوجها الدهر)[1]
وقد
كان هذا الحديث بشقيه مثار سخرية كبيرة من لدن الكثير من الحداثيين وغيرهم، بل حتى
المواقع المسيحية واللادينية جعلت منه مادة دسمة للتهكم من الإسلام والسخرية منه،
وسنرى نماذج عن مواقفهم من شقه الأول في المبحث الأخير من هذا الكتاب.
أما
شقه الثاني المرتبط بالمرأة، بل بحواء خصوصا، وخيانتها، وكون خيانتها سببا لخيانة
النساء، فهو أعظم إساءة للمرأة ولحواء التي برأها القرآن الكريم من أن تكون سببا
فيما حصل من الأكل من الشجرة، فالله تعالى قال في ذلك: ﴿فَوَسْوَسَ
إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ
وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ
[1] رواه
البخاري رقم (3152) 3 / 1212، ورقم (3218) 3 / 1245، ومسلم رقم (1470) 2 / 1092،
وأحمد رقم (8019) 2 / 304، ورقم (8155) 2 / 315، ورقم (8581) 2 / 349، وابن حبان
في صحيحه رقم (4169) 9 / 477، وأبو عوانة رقم (4502- 4503) 3 / 143، وأبو نعيم في
المستخرج على صحيح مسلم رقم (3449) 4 / 143.
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 203