responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 202

عن تلك السنن.

أبو هريرة.. ومكانة المرأة:

من أخطر القيم التي تعرضت لها أحاديث أبو هريرة، وكان لها دورها الكبير في تحريف الدين وتشويهه وتشويه العدالة الإلهية، أحاديثه المرتبطة بالمرأة، والمخالفة تماما لما ورد في القرآن الكريم عنها.

فهو في أحاديثه يشوه أولئك النسوة الذين ذكروا في القرآن الكريم كنماذج للعقل أو الدين ليصورهم بغير الصورة التي صورها بهم الله تعالى.

ففي الحديث الذي يرفعه إلى رسول الله a يقول عن ملكة سبأ التي ورد الثناء على عقلها وحكمتها في القرآن الكريم: (كان أحد أبويها جنبا، يعني ملكة سبأ)[1]

وهذا الحديث وأمثاله هو الذي تعلق به ابن تيمية والسلفية في إمكانية حصول الزواج بين الإنس والجن، مع أن القرآن الكريم يذكر أن كلا العالمين مختلفين تماما عن بعضهما، وأنه لا يمكن التواصل بينهما في هذا الجانب.. وأن كل علاقة الجن بالإنس محصورة في الوسوسة.

ومن تلك الأحاديث تشويهه لمريم عليها السلام عن طريق هذا الحديث الذي لا معنى له، والذي يقول فيه: سئل رسول الله a عن الجراد فقال: (إن مريم سألت ربها تبارك وتعالى أن يطعمها لحما ليس فيه دم فأطعمها الجراد)[2]

وهذا تشويه لشخصية مريم عليها السلام التي قضت حياتها في عبادة الله، وفي أرقى درجات الرقي الروحي، وهو كذلك تشويه للكرام الإلهي الذي نص عليه قوله تعالى في حق مريم عليها السلام: ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا


[1] العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (5/ 1654)

[2] العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (5/ 1795)

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست