responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 201

بمالك، فما وجدت مركبا قبل الذي جئت به، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثته في الخشبة، فانصرف بالألف دينار راشدا)[1]

وأول ما يتنافى معه هذا الحديث ما ورد في النصوص المقدسة من الاهتمام بالإشهاد، والدعوة إليه، وتوفير كل الضمانات التي ترتبط بحقوق الناس، بل إن أطول في القرآن الكريم [آية الدين] تدعو إلى هذا، وتدعو إلى الكتابة والإشهاد، وبالصيغ المختلفة.

بينما هذا الحديث يتناقض معها في هذا، بل يدعو إلى الاكتفاء بشهادة الله وكفالته، وكأن الذي يشهد الناس لا يعلم بشهادة الله أو كفالته، أو لا يؤمن بذلك.. وهذا معنى مناقض للمراد القرآني.. بل هو مناقض أيضا للفطرة البشرية التي أبدعت الشهادة والكفالة ونحوهما لضمان الحفاظ على الحقوق.

وهو أيضا يتنافى مع ذلك السلوك الساذج الذي مارسه من حاول أبو هريرة أن يصوره بصورة الأمين، وهو رمي المال في البحر.. وهو سلوك محرم، وغير مجد.. فالمؤمن مطالب بأن يعمل في واقع الحياة وفق سنن الله، لا وفق هواه، ولا وفق الخوارق التي قد يفتح الله بها، وقد لا يفتح.

ولذلك كان الأجدى بذلك الأمين أن يستودعه عند من يرجو أن يسلمها لصاحبها إن عاد.. أو كان الأجدى به أن ينتظر عودته، وقد ورد في الحديث أنه عاد، أو أن يتصدق بها عنه في حال عدم عودته.

وهكذا فتحت هذه القصة الغريبة الباب واسعا نحو أمثال هذه السلوكات التي تدعو إلى التعامل مع الواقع الذي كلفنا التعامل معه وفق سنن الله، معاملة أخرى خارجة


[1] رواه البخاري تعليقا في (2/159 و3/124 و156 و164 و258 و8/72)، وقد وصله أحمد في المسند: 2 / 348 و349.

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست