responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 16

وقد ذكر أبو هريرة عن نفسه ذلك في روايات كثيرة تستدعي منا مراجعة وتحليلا عميقا لنعرف حقيقته، وحقيقة المجتمع الإسلامي كما كان يراه.

ومن تلك الروايات ما حدث به محمد بن سيرين، قال: كنا عند أبى هريرة، وعليه ثوبان ممشقان من كتان، فتمخط، فقال: بخ بخ أبو هريرة يتمخط فى الكتان، لقد رأيتنى وإنى لأخر فيما بين منبر رسول الله a إلى حجرة عائشة مغشيا على، فيجىء الجائى فيضع رجله على عنقى، ويرى أنى مجنون، وما بى من جنون، ما بى إلا الجوع[1].

وفي رواية عن أبي هريرة قال: أتت علي ثلاثة أيام لم أطعم، فجئت أريد الصفة[2] فجعلت سقط. فجعل الصبيان يقولون: جن أبو هريرة. قال: فجعلت أناديهم وأقول: بل أنتم المجانين، حتى انتهينا إلى الصفة. فوافقت رسول الله a أتي بقصعتين من ثريد. فدعا عليها أهل الصفة وهم يأكلون منها، فجعلت أتطاول كي يدعوني، حتى قام القوم وليس في القصعة إلا شيء في نواحي القصعة. فجمعه رسول الله a فصارت لقمة، فوضعه على أصابعه فقال لي: (كل، بسم الله)، فوالذي نفسي بيده، ما زلت آكل منها حتى شبعت[3].

فهاتان الروايتان، وغيرها كثير، تصوران المجتمع المسلم في عهد رسول الله a بغير الصورة التي صور بها القرآن الكريم مجتمع المدينة، فقد قال تعالى واصفا الأنصار: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]


[1] البخاري 9/128 (7324)

[2] الصفة موقع مظلل في مؤخرة مسجد النبي a بالمدينة من الجهة الشمالية.

[3] رواه ابن حبان في صحيحه، انظر: حياة الصحابة (1/ 379)

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست