responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15

اولا الجانب النفسی فی شخصه ابی هریره

لعل من أهم المفاتيح الدالة على شخصية أبي هريرة انضمامه لأهل الصفة في المدينة المنورة، على الرغم من كونه في ذلك الحين كان شابا قادرا على العمل، ولكنه آثر أن يظل في ضيافة المسلمين يأكل على موائدهم، ويتزلف إليهم لينال من طعامهم، وقد ظلت معه هذه الخصلة حتى آخر عمره عندما كان يؤثر مائدة معاوية الممتلئة بصنوف الأطعمة على مائدة علي الممتلئة بكل ألوان الزهد والتقشف.

وقد أشار الثعالبي إلى هذه الخصلة فيه، فقال: (كان أبو هريرة على فضله واختصاصه بالنبي a مزاحا أكولا وكان يدعى الطب، فيقول: (أكل التمر أمان من القولنج، وشرب العسل على الريق أمان من الفالج، وأكل السفرجل يحسن الولد، وأكل الرمان يصلح الكبد، والزبيب يشد العصب، ويذهب الوصب والنصب، والكرفس يقوى المعدة، والقرع يزيد في اللب، ويرق البشرة، وأطيب اللحم الكتف وحواشي فقار العنق والظهر. وكان يديم أكل الهريسة والفالوذج)[1]

وهكذا حدث أبو عثمان النهدي قال: كنا مع أبي هريرة في سفر فحضر الطعام، فبعثنا إلى أبي هريرة وهو يصلي، فجاء الرسول فذكر أنه صائم، فوضع الطعام ليؤكل، وجاء أبو هريرة وقد أكادوا يفرغون، منه فتناول فجعل يأكل، فنظروا إلى الرجل الذي أرسلوه إلى أبي هريرة، فقال: ما تنظرون إلي قد والله أخبرني أنه صائم! قال: صدق. ثم قال أبو هريرة: سمعت رسول الله a يقول: صوم، شهر الصبر وثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر. فأنا صائم في تضعيف الله- عز وجل- ومفطر في تخفيفه[2].


[1] ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، ص 86 و87.

[2] الطيالسى (ص 315، رقم2393)، وأحمد (2/513، رقم 10673)، وأبو يعلى (12/5، رقم6650)، والبيهقى فى شعب الإيمان (3/290، رقم 3574)، وأبو نعيم (1/382)

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست