responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 156

مع العلم أن أنس بن مالك كان أطول صحبة لرسول الله a من أبي هريرة، وأكثر لزوما له، وقد عبر عن أخلاقه، وكيفية تعامله معه، فقال: (خدمت النبي a عشر سنين، فوالله ما قال لي أف قط، ولا قال لشيء صنعته: لم صنعت كذا، وهلا صنعت كذا وكذا)[1]

وفي رواية: (خدمت رسول الله a عشر سنين، وما كل أمري كما يحب صاحبي أن يكون، ما قال لي فيها أف، ولا قال لي: لم فعلت هذا؟ وألا فعلت هذا؟)

وفي رواية: (خدمت رسول الله a عشر سنين، لا والله ما سبني سبة قط، ولا قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته)

بل إنهم يروون عن أبي هريرة نفسه أنه ـ وفي أشد الأحوال التي تحتاج منه إلى اللعن والسب ـ لم يفعل ذلك، ففي الحديث عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله، ادع على المشركين، قال: (إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة)[2]

لكن السلفية، الذين تتسع عقولهم للجمع بين المتناقضات، راحوا يقبلون كل هذا، من غير أن يعلموا أن قبول أحدهما ينفي الآخر تماما، بل يقضي عليه قضاء مبرما.. فهل رسول الله a كان يسب ويلعن ويجلد كما نص علىه الحديث الذي رواه أبو هريرة، وراحوا يطبقونه على الطلقاء.. أم أن رسول الله a لم يكن ينطق عن الهوى، ولم يكن سبابا ولا لعانا ولا شتاما كما نص على ذلك كل شيء؟

وقد قال الشيخ الألباني في الرد على من طعن في الحديث أو انتقده أو دعا إلى


[1] رواه أحمد 3/195 (13052) وفي 3/197 (13065) والبخاري: 8/17 (6038)، ومسلم: 7/73 (6077) وفي (6078)

[2] رواه البخاري في الأدب المفرد: 321، ومسلم: 6705، وأبو يعلى: 6174.

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست