responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 155

أن تمس حتى لا يحطم جميع البنيان الذي بنته.

وليتهم طبقوا هذا الحديث على أنفسهم، وعلى أئمتهم الذين يسبحون بحمدهم، فهل يرضون أن يقول أحد من الناس: إن ابن تيمية كان يلعن ويسب ويجلد ظالما..

لو قلت هذا لأحدهم لأقام القيامة عليك، ولكتب الكتب في تبرئة ابن تيمية، وفي تكفيرك لأنك تعرضت له.. أما رسول الله a وكرامته والمس بأخلاقه العالية، فلا حرج فيه عندهم.

وهذا الحديث يتعارض مع تلك الصفات العظيمة التي تواترت الأحاديث في وصف رسول الله a، والتي حاولت أن تفسر قوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران: 159]

وهم أنفسهم يروون في الحديث عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله a في التوراة، فقال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ [الأحزاب: 45]، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا)[1]

ويروون عن أنس بن مالك، قال: (لم يكن النبي a سبابا، ولا فحاشا، ولا لعانا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة: ما له، ترب جبينه)[2]


[1] رواه أحمد (2/174) (6622)، والبخاري (3/87). وفي الأدب المفرد (246)

[2] رواه أحمد 3/126 (12299) وفي 3/144 (12490) والبخاري: 8/15 (6031) وفي 8/18 (6046)، وفي (الأدب المفرد) 430.

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست