اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 85
وفي رسالة بولس إلى أهل رومية (8: 14
ـ 16):( لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولـئك هم أبناء الله. إذ لم تأخذوا روح
العبودية أيضا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه
يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله.))
وفي رسالة بولس إلى أهل فيليبس (2: 14 ـ 15):(
افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة. لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاد الله بلا
عيب في وسط جيل معوج وملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم)
ففي كل هذه النصوص استعملت عبارات: ابن الله، أبناء
الله، أولاد الله، والولادة من الله، بذلك المعنى المجازي.
قلت: فما هي اللوازم التي تنتج عن هذا القول.. ويرد
بها عليه.
قال: كثيرة.. أولها أن تعتبر كل من أطلق عليه هذا
الإطلاق ابنا لله.. لأنك لا يصح أن تعتبر اللفظ حقيقة في موضع، ثم تعتبره مجازا في
نفس الموضع.
قلت: لم أفهم ما الذي ترمي إليه.
قال: أرأيت لو قلت لك: استضفت أسدا، وأطعمته من أطيب
الطعام، وألبسته من أحسن الثياب.. فما تفهم من هذا الكلام؟
قلت: أفهم منه المعنى المجازي.. فهذه الأوصاف لا
تليق إلا بأسد بشري.
قال: أرأيت لو قلت لك: أنا أقصد معنى حقيقيا، ومعنى
مجازيا.
قلت: كيف يمكن أن يجتمعا في محل واحد؟
قال: أقول لك: إن الأسد الذي أطعمته أسد حقيقي..
بينما الأسد الذي لبس الثياب أسد مجازي.
قلت: لا يستقيم الكلام بهذا.. وأنت تحتاج بهذا إلى
تصحيح كلامك، فالتعبير خانك في الدلالة على مرادك.
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 85