اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 84
يُعَبَّرُ بـ (ابـن الله) عن كل رجل
بار صالح وثيق الصلة بالله مقرب منه يحبه الله ويتولاه ويجعله من خاصته وأحبابه.
قلت: فما وجه الاستعارة في هذا؟
قال: وجه هذه الاستعارة في هذا واضح.. فالأب جُـبِلَ
على أن يكون شديد الحنان والرأفة والمحبة والشفقة لولده، حريصا على أن يجلب له
جميع الخيرات ويدفع عنه جميع الشرور، فإذا أراد الله تعالى أن يبين هذه المحبة
الشديدة والرحمة الفائقة والعناية الخاصة منه لعبده فليس أفضل من استعارة تعبير
كونه أبا لهذا العبد وكون هذا العبد كابن لـه.
هذا إذا أحسنا ظننا بالكتاب المقدس، ولم نتصور وقوع
التحريف فيه.
قلت: وهو الأصل.
قال: أنا أتعامل معك على هذا الأصل.. وقد جاء في
رسائل العهد الجديد ما يوضح هذا المجاز أشد الإيضاح ولا يترك فيه أي مجال للشك أو
الإبهام:
فقد جاء في رسالة يوحنا الأولى (5:1 ـ 2) قوله :( كل
من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله. وكل من يحب الوالد يحب المولود منه
أيضا. بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه)
وفي آخر نفس هذه الرسالة :( نعلم أن كل من ولد من
الله لا يخطئ بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه) (5: 18 )
وفي الإصحاح الثالث من نفس تلك الرسالة، يقول يوحنا
:( كل من هو مولود من الله لا يفعل خطيَّة لأن زرعه يثبت فيه ولا يستطيع أن يخطئ
لأنه مولود من الله، بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس..) (رسالة يوحنا الأولى:
3: 9ـ10)
وفي الإصحاح الرابع من تلك الرسالة:( أيها الأحباء
لنحب بعضنا بعضا لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله)
(رسالة يوحنا الأولى:4: 7)
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 84