اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83
ذهب ليرى المسيح بنفسه، عرفه المسيح
وقال فيه :( هو ذا إسرائيلي خالص لا غش فيه )، فقال له نتنائيل :( من أين
تعرفني؟)، فأجابه المسيح :( قبل أن يدعوك فيليبس وأنت تحت التينة، رأيتك )، فأجابه
نتنائيل :( رابِّي! أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل )(يوحنا 1: 5 ـ 49).. فلا شك
أن مقصود نتنائيل، كإسرائيلي يهودي موحد، عالم بالكتاب المقدس، من عبارة ابن الله
هذه، لم يكن: أنت ابن الله المولود منه والمتجسد ولا مقصوده: أنت أقنوم الابن
المتجسد من الذات الإلهية.
قلت: وما أدراك بذلك؟
قال: لأن هذه الأفكار كلها لم تكن معروفة في ذلك
الوقت، ولا تحدث المسيح نفسه عنها، ولأن هذه الحادثة حدثت في اليوم الثاني لبعثة
المسيح فقط.. إن الواضح المقطوع به أن مقصود نتنائيل من عبارته أنت ابن الله: أنت
مختار الله ومجتباه، أو أنت حبيب الله أو من عند الله، أو أنت النبي الصالح البار
المقدس، ونحو ذلك.
ومما يؤكد ذلك، أن لقب (ابن الله) جاء بعينه، في
الإنجيل، في حق كل بارٍّ صالح غير المسيح، كما استعمل (ابن إبليس) في حق الإنسان
الفاسد الطالح:
ففي إنجيل متى (5: 9) :(طوبى لصانعي السلام فإنهم
أبناءُ الله يُدْعَوْنَ).. وفيه أيضا :( وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا
لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، ويطردونكم، لكي
تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات)( متى :5: 44 ـ 45)
وفي إنجيل لوقا (6: 35):( بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا
وأقرضوا وأنتم لا ترجون شيئا فيكون أجركم عظيما وتكونوا بني العـَلِيِّ فإنه منعم
على غير الشاكرين والأشرار)، فسمَّى الأبرار المحسنين بلا مقابل المتخلِّقين
بـخُلُقِ الله بـِ (أبناء العلي) و(أبناء أبيهم الذي في السموات)..
و في الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا يقول :( وأما
الذين قبلوه (أي قبلوا السيد المسيح )، وهم الذين يؤمنون باسمه، فقد مكَّنهم أن
يصيروا أبناء الله )( 1: 12)
وكل هذا يدل على أنه في لغة مؤلفي الأناجيل واللغة
التي كان يتكلمها السيد المسيح، كان
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83