اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 82
قلت: بلى..
قال: فلا ينبغي أن نتلاعب بالأدلة حين نبحث عنه.
قلت: نحن لا نتلاعب.. بل نحن نشير إلى أدلة أخرى.
قال: فأنت ترى أن هذا الدليل لا يكفي لتقرير ما
تريدون.
لم أملك إلا أن أرد بالإيجاب، فقال: فلنطرحه إذن من
جملة الأدلة.. لقد طرحنا دليل الكلمة.. وهنا نطرح دليل البنوة.
قلت: فما معنى البنوة الذي تراه؟
قال: عند تتبعنا لاستخدام عبارة (ابن الله) في
الأناجيل نرى أن هذا التعبير يقصد به معنى الصالح البار الوثيق الصلة بالله
والمتخلِّق بأخلاق الله.. ويدل لهذا أدلة كثيرة:
فمرقس، وهو يحكي عبارة قائد المائة الذي شاهد
المصلوب وهو يموت قال :( حقاً كان هذا الإنسان ابن الله)(مرقس 15/39).
ولما حكى لوقا القصة نفسها أبدل العبارة بمرادفها
فقال :( بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً )(لوقا 23/47).
ومثل هذا الاستخدام وقع من يوحنا حين تحدث عن أولاد
الله فقال:( وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله. أي
المؤمنين باسمه )(يوحنا 1/12)
ومثله قال: (الذي يسمع كلام الله من الله )(يوحنا
8/47)
ومثل هذه الإطلاق المجازي للبنوة معهود في الكتب
المقدسة التي تحدثت عن أبناء الشيطان، وأبناء الدهر (يوحنا: 8/44، لوقا: 16/8)
وبهذا المعنى كان يستخدم اليهود ـ مخاطَبي المسيح ـ
لفظة (ابن الله )، التي لم تكن غريبة عليهم، بل شائعة ومستخدمة لديهم بهذا المعنى،
ولذلك نجد أن أحد علماء اليهود وهو (نتنائيل) لما سمع من صديقه فيليبس، عن نبيٍّ
خرج من مدينة الناصرة، استنكر ذلك في البداية، لكنه لما
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 82