responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38

الله ورسوله..

سكت قليلا، ثم قال: إن شئت التأكد من هذا، فاقرأ كتاب (تاريخ الأمة القبطية)، و(نُظُم الجوهر ) الذي ألفه ابن البطريق، وحكى فيه تاريخ المجامع.. وهو مسيحي طبعاً.. وكتاب (الروح القدس في محكمة التاريخ) لروبرت كيل تسلر.. فقد ذكر هؤلاء جميعا أن الامبراطور قسطنطين كان يعلق أهمية كبــيرة على تحــقيق الســلام وتكوين كنيســة واحدة بقدر الإمكـان في إمبراطــورية واحــدة.

لــذلك فقــد كان يـنـتـقي الأســاقفة المــنـوط بـهم الإشتراك في المجمــع.. لأنه طوال سنوات كثيرة كان هناك مقاومة - على أساس الكتاب المقدس - للفكرة القائلة أن يسوع هو الله، وفي محاولة لحل الجدال دعا قسطنطين الامبراطور الروماني جميع الأساقفة إلى نيقية ..

بالطبع، لم يكن قسطنطين حينذاك مسيحيا، بل تم تعميده كمسيحي في أواخر حياته.. ولم يتعمد حتى صار على فراش الموت، وعنه يقول هنري تشادويك في كتاب (الكنيسة الباكرة): (كان قسطنطين، كأبيه يعبد الشمس التي لا تقهر واهتداؤه لا يجب أن يفسر أنه اختبار داخلي للنعمة.. لقد كان قضية عسكرية، وفهمه للعقيدة المسيحية لم يكن قط واضحا جدا، ولكنه كان على يقين من أن الانتصار في المعركة يكمن في هبة إله المسيحين)

ومن الثابت تاريخيا أن قســطنطين قد أدار المؤتمر بصــورة واقعية، فقد كان يشــعر، بل ويتصــرف كرئيس للمجمع.. فكان يأمر الأســاقفة بما يجب عمله وما يجب تركه، وقد أعلن في مناســبة أخرى مؤكداً: (إني أرغب في قانون كنســي)

وقد قبلت الكنيســـة كل هذا صاغرة، لـذلك أصبح القيصــر أســقفها العــام (الدولي) المعــترف به.. ولم يكن غير قســطنطين الذي أدخــل ما تعارف عليه بصــيغة (هومسيوس) الشهيرة في قرارات مجمع نيقية وفرضها على الأساقفة المعارضين بإستعمال سطوته

وبالمناسبة فهو لم يكن له تأثير فعّال وغير مباشر فقط على تكوين العقيدة، بل كان أيضاً

اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست