اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37
قال: اصبر علي.. وسأذكر لك القصة من
أولها كما أثبتها المؤرخون.. بل كما تثبتونها أنتم أنفسكم.
أولا.. أنت تعلم أن عقيدة الثالوث لم تدخل إلى
المسيحية إلا في القرن الرابع الميلادي، حيث تشكلت هذه النظرية بواسطة (أثاناسيوس)
وهو راهب مصري من الإسكندرية.
وقد تمت الموافقة عليها في المجامع المسكونية الأول
والثاني، وتشهد دائرة المعارف الفرنسية بأقوال قدماء المؤرخين على ذلك، فيقول
جوستن مارستر، وهو مؤرخ لاتيني من القرن الثاني :( إنه كان في زمنه في الكنيسة
مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنساناً بحتاً، وإن كان أرقى من غيره
من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ؛ ظهرت عقائد جديدة
لم تكن من قبل )[1]
فقد كان المسيحيون الأوائل موحدين، وكانت تلك هي
تعاليم المسيح وتلاميذه، ولكن بولس ـ الذي عرفنا أنه أدخل إلى النصرانية معظم
العقائد ـ نادى أولاً بألوهية المسيح، وعارض تلاميذ المسيح ومضى في ترويج أفكاره
لأطماع توسعية أرادها.
ويصف بعض المعاصرين لذلك العهد الدور الهام الذي
لعبه قسطنطين في تاريخ الكنيسة حين أنشأ ( مجمع نيقية ) لمعالجة الانقسام الداخلي
في الكنيسة، وذلك في عام 325م.. أي بعد المسيح بثلاثمائة سنة.. فقد عمل هذا المجمع
على إنشاء (عقيدة نيقية) التي أصبحت فيما بعد (المذهب الأرثوذكسي) للكنسية..
ففي هذا المجمع اجتمع الأساقفة والبطارقة من شتى
الديار ثلاث مرات في زمن قسطنطين، وعدة مرات بعد ذلك، وقرروا ما سموه بالأمانة
التي صرّحوا فيها بتثليثهم، ولعن كل من يخالفهم، خصوصاً منهم من كانوا يقولون
بعقيدة التوحيد؛ ويبرؤون من ألوهية المسيح، ويقولون بأنه عبد
[1] انظر
دائرة معارف القرن العشرين،محمد فريد وجدي.(10/202).نقلاً عن النصرانية من التوحيد
إلى التثليث.د/محمد أحمد الحاج.ص(225)
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37