اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 36
الشريعة الإلهية قد تممها هو بنفسه
باسمه، ولا يبقى على الإنسان بعد ذلك إلا أن يتخذ لنفسه، وينسب إلى ذاته تتميم هذه
الشريعة بواسطة الإيمان، ونتيجة هذا التعليم هو أن لا لزوم لحفظ الشريعة، ولا
للأعمال الصالحة )[1]
ليس هذا فقط.. بل أصبح هم القديسين والمبشرين الدعوة
إلى الخطيئة والتحلل من الدين:
يقول ميلا نكتون في كتابه (الأماكن اللاهوتية ):( إن
كنت سارقا أو زانيا أو فاسقا لا تهتم بذلك، عليك فقط أن لا تنسى أن الله هو شيخ
كثير الطيبة، وأنه قد سبق وغفر لك خطاياك قبل أن تخطئ بزمن مديد)
ويقول القس لبيب ميخائيل :( الأعمال الصالحة حينما
تؤدى بقصد الخلاص من عقاب الخطيئة تعتبر إهانة كبرى لذات الله، إذ أنها دليل على
اعتقاد من يقوم بها، بأن في قدرته إزالة الإساءة التي أحدثتها الخطيئة في قلب الله
عن طريق عمل الصالحات.. وكأن قلب الله لا يتحرك بالحنان إلا بأعمال الإنسان، وياله
من فكر شرير ومهين)[2]
قلت: لا بأس.. فلنعتبر الأمر كما ذكرت.. فما السبب
الثالث؟
قال: السبب الثالث هو تسلط الحكام من الملوك
والأباطرة.. ألا تعلم أن الملوك والحكام لا يدخلون شيئا إلا أفسدوه، كما قال تعالى
:P قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً
أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ O
(النمل:34)
قلت: وما علاقة الدين بالملوك.. لقد كان المسيح
منزها عن التقرب للملوك.
قال: كان المسيح منزها.. ولكن الرجال الذين وكل إليهم
حفظ صفاء المسيحية راحوا يعبثون بها إرضاء لأهواء الحكام.
قلت: هذا الكلام خطير يحتاج إلى إثبات.
[1] هل
افتدانا المسيح على الصليب ؟ منقد محمود
السقار، ص 125.
[2] المسيح
بين الحقائق والأوهام - محمد وصفي ،ص 67.
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 36