اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 35
له: (هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل
فعله في السبت!) فقال لهم: (أما قرأتم ما فعله داود حين جاع هو والذين معه كيف دخل
بيت الله وأكل خبز التقدمة الذي لم يحل أكله له ولا للذين معه بل للكهنة فقط؟ أو
ما قرأتم في التوراة أن الكهنة في السبت في الهيكل يدنسون السبت وهم أبرياء؟ أقول
لكم: إن ههنا أعظم من الهيكل! فلو علمتم ما هو: إني أريد رحمة لا ذبيحة لما حكمتم
على الأبرياء! فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضا)(متى 12/1-8)؟
قال: لا يفهم من هذا النص أن المسيح نقض الناموس..
بل إن المسيح رأى اليهود قد بالغوا في تنفيذ الوصايا دون أن يلتزموا بروح النص،
بحيث أنهم لا يأكون إذا جاعوا يوم السبت.. أو إذا سقطت من أحد اليهود بهيمة في
ترعة يوم السبت لا ينقذها.. أو زلت قدم الدابة وانكسرت في يوم السبت لا يداويها..
وهذا كله دون مراعاة باقي الفرائض والوصايا.. وهذا ما أراده بقوله :( إني أريد
رحمة لا ذبيحة) ولا يفهم منها أنه ينقض ناموس الفرائض.
سكت، لعلمي بصدقه فيما قال، فعقب يقول: أتدري أثر
هذه البدعة في أتباع المسيحية بمختلف فرقهم؟
سكت فواصل يقول: لقد قال مارتن لوثر :( إن الإنجيل
لا يطلب منا الأعمال لأجل تبريرنا، بل بعكس ذلك، إنه يرفض أعمالنا.. إنه لكي تظهر
فينا قوة التبرير يلزم أن تعظم آثامنا جدا، وأن تكثر عددها )
ويقول في شرحه ليوحنا (3/16) :( أما أنا فأقول لكم
إذا كان الطريق المؤدي إلى السماء ضيقا وجب على من رام الدخول فيه أن يكون نحيلا
رقيقا.. فإذا ما سرت فيه حاملا أعدالا مملوءة أعمالا صالحة، فدونك أن تلقيها عنك
قبل دخولك فيه، وإلا لامتنع عليك الدخول بالباب الضيق.. إن الذين نراهم حاملين
الأعمال الصالحة هم أشبه بالسلاحف، فإنهم أجانب عن الكتاب المقدس. وأصحاب القديس
يعقوب الرسول، فمثل هؤلاء لا يدخلون أبدا)
ويرد عندما سئل عن حقيقة الإيمان فيقول :( إن السيد
المسيح كي يعتق الإنسان من حفظ
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 35