اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 34
بل إن بولس يصرح بهذا.. إنه يصرح
بأنه كان يقصد استمالة أهل الأديان المختلفة، ولو بالتخلي عما يتطلبه دينه.. اسمع
إليه، وهو يقول :( فإني إذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين.
فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين
تحت الناموس وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس - مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت
ناموس للمسيح - لأربح الذين بلا ناموس. صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء. صرت للكل
كل شيء لأخلص على كل حال قوما. وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه)
(كورنثوس 9/19-23)
بل هو يقول :( فليكن. أنا لم أثقل عليكم. لكن إذ كنت
محتالا أخذتكم بمكر) (كورنثوس 12/16)، فها هو يجيز لنفسه الكذب والإحتيال لكي يأخذ
الناس في دعوته.
قلت: أنت لا تعرف سر هذا.. فالناموس عندنا نوعان:
ناموس الفرائض: وهو الخاص بعلاقة الإنسان مع الله، وتنظمها حسب معتقداتنا: الذبائح
الخمسة وهي ذبيحة المحرقة (لاويين 1 )، وذبيحة الخطيئة (لاويين 4 )، وذبيحة الإثم
(لاويين 5 )، وذبيحة السلام (لاويين 3 )، وتقدمة الدقيق( لاويين 2)
والناموس الثاني: ناموس الأخلاق: وهو الذي ينظم
العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وتنظمها الوصايا العشرة (خروج 20 )، وما تبعها
من وصايا أخلاقية تتعلق بعلاقة الإنسان بأخيه (لاويين).
وقد قلنا بإبطال ناموس الفرائض لأن المسيح قدم نفسه
ذبيحة عن البشر أجمعين، فلا يقدم بعده ذبيحة، في حين لم يبطل النوع الثاني من
الناموس.
قال: ولكن المسيح صرح أنه لم يأت لنقض حرف واحد من
الناموس.
قلت: ألم تقرأ ما ورد في الإصحاح الثاني عشر من
إنجيل متى :( في ذلك الوقت ذهب يسوع في السبت بين الزروع فجاع تلاميذه وابتدأوا
يقطفون سنابل ويأكلون. فالفريسيون لما نظروا قالوا
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 34