responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173

الحقيقة..

لست أدري كيف تنتشر الغشاوة على عين قلبي، وأنا أحاول أن أدخلها إليه..

لست أدري كيف يتمرد لساني عني، فيمنعني من التعبير عنها..

قلت: لم؟

قال: أشعر أن فيها إساءة أدب عظيمة مع الله.. بل هي تظهر أن البشر بقصورهم أعظم من الله..

قلت: كيف تقول هذا على عقيدة هي لب المسيحية وركنها الركين؟

قال: تأمل جيدا فيها لترى كيف يبدو الله من خلالها ضعيفا عاجزاً عن أبسط شيء.. عن العفو عن آدم وذنبه.. حائراً في الطريقة التي ينبغي أن يعاقبه بها بعد أن قرر عقوبته.

إن قرار العقوبة يظهر من خلالها، وكأنه قرار متسرع يبحث له عن مخرج.. وقد امتد البحث عن هذا المخرج قروناً عديدة، ثم اهتدى إليه، فكان المخرج الوحيد هو ظلم المسيح وتعذيبه على الصليب كفارة عن ذنب لم يرتكبه.

إن المسيحيين بهذا يشبهون (الله) ـ حاشاه ـ بصورة مستقذرة.. هي صورة المرابي وهو يريد عوضاً على كل شيء، ونسى هؤلاء أن الله حين يعاقب لا يعاقب للمعاوضة، أو لإرضاء نفسه، بل لكبح الشر وتطهير الذنب..

لقد نسي هؤلاء أن العفو من الصفات الإلهية التي اتصف بها الرب وطلبها في عباده، وهو أولى بها لما فيها من كمال وحُسن.. وقد ذكر الكتاب المقدس أن الله عفا عن بني إسرائيل (رضيت يا رب على أرضك. أرجعت سبي يعقوب. غفرت إثم شعبك. سترت كل خطيتهم. سلاه حجزت كل رجزك.رجعت عن حمو غضبك) (مزمور 85/1-3)

وقال بولس: ( طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية) (رومية 4/7-8)

اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست