اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 142
لم يضر إلا آدم، ولم يكن له أي تأثير على بني النوع
البشري، والأطفال الرضعاء حين تضعهم أمهاتهم يكونون كما كان آدم قبل الذنب)
ومنهم
الميجور جيمس براون الذي وصف فكرة وراثة الذنب الأول بقوله: (فكرة فاحشة مستقذرة،
لا توجد قبيلة اعتقدت سخافة كهذه)
قلت: أرى أن
لك اطلاعا واسعا على الكتاب المقدس وعلى ما يقول رجال ديننا.. فما الذي دعاك إليه؟
قال: وكيف لا
أطلع.. إن هذه المسائل تتقرر من خلالها سعادتي الدائمة وشقائي الدائم.. إنها ليست
مسائل لهو ولعب.. بل هي مسائل حياة أو موت.
قلت: فكيف
ظهر لك أن تبحث في هذا خصوصا، وتنكره؟
قال: أنا لا
أنكر.. وإنما أتعجب وأتساءل.. وأبث إليك بما تمتلئ به نفسي من شبهات..
لقد كان أول
ما دعاني للبحث في هذا رجال من الناس.. كنت أبشرهم بالمسيح.. وعندما ذكرت لهم
وراثة الخطيئة قام أحدهم وسألني بأدب، قائلا : ( هل ذنب آدم هو الذنب الوحيد الذي
يسرى في ذريته أم أن جميع الخطايا تتوارث؟).. فقلت له: بل ذنب آدم وحده.. فقال: لم
خص آدم دون غيره.. ولم خص ذنب آدم دون غيره؟
وقام آخر،
وقال: ألا ترى أن هناك فرقا بين وراثة الصفات.. ووراثة الأفعال المكتسبة التي لا
يتم توراثها.. فالابن مثلاً يرث من أبية ومن أمه وأجداده صفات كالطول ولون العينين
وشكل أجزاء جسمه وحجمها، ولكنه لا يرث الخطيئة.. فلو أن أباك المباشر اقترف إثما،
فهل ترث إثمة كما ترث لون عينية؟ ولو أن الأب اختار أن يكون مجرماً، فهل يعني ذلك
أن ابنه سيرث منه هذه الطبيعة؟ ومثل ذلك، فإن الاب إن كان صالحاً.. فإن ذلك لا
يعنى بالضرورة أن الابن سيكون مثله، لأنه ورث طبيعة والده؟
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 142