responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 124

قال: لا.. بل عرفت أن أباه هو الذي ارتكب الجريمة.. لقد أقر أبوه بذلك.. بل طلب العفو لذلك.. فعفي عنه.

قلت: ولماذا تعاقبون الولد المسكين ما دام والده هو الذي ارتكب الجريمة.. بل أقر بها فوق ذلك؟

قال: لا شك أنك لا تعرف هذه المحكمة..

قلت: كيف لا أعرف المحاكم؟

قال: هذه المحكمة محكمة خاصة.. إنها محكمة تطبق الشريعة المسيحية.. بل إنها تطبق الشريعة الربانية.

قلت: الرب يأمر بالعدل.. لا بالظلم.. وبالرحمة لا بالقسوة.. وبأن يلاقي كل مجرم جزاءه، لا بأن يلاقيه ابنه بدلا عنه.

ثم العجب فوق ذلك أن تربط هذه المحكمة الممتلئة بالجور العفو عنه بأن يقدم ولد السجان البريء روحه فداء له.

نهضت غاضبا، وأنا أردد: أي محكمة هذه؟.. هذه عصابة لا محكمة.

قال بغضب لا يقل عن غضبي: ولماذا إذن تذكرون بأن المسيح ـ الذي هو ابن الله الوحيد ـ صلب لأجل فداء البشرية من خطيئة لم يفعلوها.. ؟

أليس الوضع واحدا؟

ارتدت إلي نفسي، وجلست، وقد أيقنت بأن الله قد يرفع عني على لسان هذا السجان ما يملؤني بالوساوس، ولذلك تظاهرت بمسيحية مخلصة صادقة، فقلت: لقد اجتمع رأي القديسين وآباء الكنيسة على هذا..

قال السجان، وقد اعتدل في الجلسة: يسرني أن أسمع من أهل الكنيسة ما قال آباء الكنيسة.. فاشرح لي عقيدة الفداء.. فلا يزال ذهني كليلا دون فهم أسرارها.

اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست