قال: هكذا.. لست أدري.. لقد جبلت مذ كنت صبيا على رحمة شديدة.. قد لا تناسب الوظيفة التي وكلت إلي..
قلت: أليس من الممكن التخفيف عنه.. كأن تحكموا عليه بالمؤبد بدل الإعدام؟
قال: لا.. لا يمكن ذلك.. لقد ورد القرار النهائي.. ولا يمكن الطعن فيه ولا التغيير..
قلت: أليس هناك من حل؟
قال: ليس هناك إلا حل واحد.
قلت: ما هو؟
قال: أن أقدم ولدي الوحيد فداء له..
قلت: كيف تقول هذا.. وما ذنب ولدك المسكين.. وكيف تزعم الرحمة وأنت تريد أن تفعل هذا بولدك؟
قال: لقد قال لنا أصحاب القرار الذين طلبنا منهم أن يراجعوا قرارهم بشأن السجين: ( ليس هناك من حل إلا إذا تطوع السجان بأن يقدم ولده فداء له وبدلا عنه)
قلت: لكني سمعت الرجل يخبر أنه ليس مجرما.. وأن الذي قام بالجريمة والده.. ألا يمكن أن تعيد المحكمة التحقق من هذا الكلام؟
قال: ولماذا تعيد المحكمة التحقق؟
قلت: ربما يكون كلامه صادقا.. قد لا يكون هو الذي ارتكب الجريمة.. وقد يكون والده بالفعل هو الذي ارتكبها.
قال: المحكمة لا تحتاج للتحقيق في هذا.
قلت: لم؟
قال: لأنها حققت.. ولم تحكم عليه إلا بعد تحقيقها.
قلت: هل عرفت المحكمة أنه هو الذي ارتكب الجريمة لا أبوه؟