responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 122

دخلت إلى السجن.. وطلبت مقابلة السجين.. وبما أني رجل دين، فقد لقيت استقبالا حارا من إدارة السجن.. بل إن المدير نفسه عندما سمع بقدومي هرع لاستقبالي، ثم أدخلني مكتبه..

وفي مكتبه سألته عن سر ذلك السجين، فقال: أي سجين؟

قلت: ذلك الذي يصيح ببراءته.. وبأن أباه هو الذي ارتكب الجريمة بدله.

قال: آ.. تقصد (أوغسطينوس)[1]

قلت: من (أوغسطينوس)؟

قال: ذلك السجين الذي تتحدث عنه.. إنه لا يكف عن ذلك الصياح.. لقد حاولنا أن نستعمل معه كل الوسائل لإسكاته فلم نفلح..

ثم ابتسم، وقال: لطالما أثار عطف من يمر بهذا الشارع.. كلهم يأتيني راجيا أن يفرج عنه.

ثم ثتاءب، وقال: ومع ذلك.. فإن السجن استفاد من صياحه هذا.. لقد صار هذا السجن أشهر سجن في هذه المنطقة جميعا بسببه.

قلت: فما جريمته؟.. ولم يصيح بهذا الصياح؟

قال: هذا رجل متهم بجريمة كبيرة.. وعقابها قد لا يقل عن الإعدام.. ولم يبق لإعدامه إلا أيام معدودة.. ولذلك تراني شديد الحزن عليه.

قلت: لم؟


[1] أشير به إلى القديس أوغسطين (354 - 430).. وهو أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية.. بل تعتبره الكنيستان الكاثوليكية والأنغليكانية قديسا، وأحد آباء الكنيسة البارزين، وشفيع المسلك الرهباني الأوغسطيني.. كما يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع اللاهوتية لتعاليم الإصلاح البروتستانتي حول النعمة والخلاص.. وتعتبره بعض الكنائس الأورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسا.. وقد اخترناه هنا باعتباره في مقدمة النصارى الذين قدموا تفسيراً متكاملاً لفكرة الكفارة، ويعتبره العثماني في كتابه: (ما هي النصرانية؟) الوحيد الذي استوعب قضية الكفارة.

اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست