responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104

نلغي ما فهمتم من هذا الكلام بهذا السبب.. بل هناك أسباب أخرى تدعو إلى إلغاء الاعتماد عليه.

أولها أن ذكر لفظ الجلالة (الله) كفاعل لفعل (ظهر) إنما هو اجـتهاد وتصرف من المترجم، ولا وجود لهذه اللفظة في الأصل اليوناني بل فعل (ظهر) فيها مذكور بدون فاعل، أي مذكور بصيغة المبني للمجهول (أُظْـهِـرَ )، كما هو حال سائر أفعال الفقرة: كُـرِزَ به بين الأمم، أومنَ به في العالم..

وقد اتبعت الترجمة العربية الحديثة الكاثوليكية الأصل اليوناني بدقة فذكرت فعل ظهر بصيغة المبني للمجهول، ولم تأت بلفظ الجلالة هنا أصلا، وهذا ما ذكرته بحروفه :( ولا خلاف أن سر التقوى عظيم. قد أُظهِرَ في الجسد، وأُعـلِن بارا في الروح وتراءى للملائكة وبُشِّر به عند الوثنيين وأومن به في العالم، ورُفِـعَ في المجد )[1]

وهكذا في الترجمتين الحديثتين المراجعتين الفرنسية والإنجليزية، وبهذا يبطل الاستدلال بالفقرة على ألوهية المسيح، لأن الذي ظهر في الجسد هو المسيح، الذي كان كائنا روحيا فيما سبق، فهو أول خليقة الله حسب عقيدة بولس.

بالإضافة إلى هذا.. فإن بعض الجمل اللاحقة تؤكد أن الذي ظهر ليس الله ولا هو بإله، كعبارة: أُعلِنَ باراً في الروح، أو عبارة رُفِعَ في المجد.. حيث أنه من البديهي أن الله تعالى الممجد في علاه القدوس أزلاً وأبداً، لا يمكن أن يأتي أحد ويرفعه في المجد أو يعلنه باراً في الروح، إنما هذا شأن العباد المقربين والرسل المكرمين وحسب.

بالإضافة إلى هذا كله، فإنه يمكن تأويل النص لينسجم مع المحكمات من النصوص، بل لينسجم مع النص نفسه.

فالظهور لا يعني دلالته الحرفية، ولكنه يعني أن الله ظهر برسالته وآياته التي صنعها رسوله.


[1] العهد الجديد الطبعة الكاثوليكية.

اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست