اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 103
قلت: ولم لا تقول ما قال قومي من
التعليل؟
قال: وما يقولون؟
قلت: يذكرون أن الله تعالى أراد أن يؤنس البشرية،
ويقترب منها بصورة يتجلى فيها، فجاء بالمسيح لذلك.
قال: أنتم تقرون بأن المسيح كان طفلاً، ثم تدرج في
المراحل، وصار ينمو حتى صار كبيراً.
قلت: أجل.. نحن نقول هذا.
قال: فأي صورة من صور حياته المرحلية تمثل الله
تعالى لتؤنس البشرية؟
إن كانت صورته وهو طفل،
فقد نسيتم صورته وهو شباب، وإن كانت صورته، وهو في الشباب فقد نسيتم صورته وهو في
دور الكهولة.. وإن كان الله على كل هذه الصور، فالله على هذا أغيار، أي يتغير من
طفل إلي شاب إلي كهل.. وهو كما ينص الكتاب المقدس منزه عن ذلك.
ثم بعد هذا.. ما هي المدة التي عاشها المسيح في
الدنيا بين البشر؟
قلت: ثلاثون سنة.
قال: إذن الله قد آنس
الناس بنفسه ثلاثين سنة فقط.. مع أن عمر الكون قبل المسيح كان ملايين السنين..
ولسنا ندري كم يكون بعده.. فهل ترك الله في هذه الملايين من السنين الماضية خلقه
بلا إيناس، وبدون أن يبدو لهم في صورة؟
الله ظهر
في الجسد:
قلت: فلننتقل إلى قول
بولس كما في رسالته الأولى إلى تيموثاوس( 3: 16)[1]:( الله ظهر في الجسد،
تبرر في الروح، تراءى للملائكة، كُرِزَ به بين الأمم، أومِنَ به في العالم، رفِع
في المجد)
قال: أولا.. هذا الكلام لبولس، وقد عرفنا أنه لا
ينبغي الاعتماد عليه في هذا.. ومع ذلك، فلن