responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102

المقدس أنها تعني نوع من التشابه العام أو العلاقة والترابط بين الإنسان ككل والله:

فقد جاء في سفر التكوين :( وقال الله: لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا وليتسلط على أسماك البحر وطيور السماء والبهائم وجميع وحوش الأرض وجميع الحيوانات التي تدب على الأرض، فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه ذكرا وأنثى )(تكوين :1 / 26 ـ 27)

وقد فسر مفسرو التوراة هذا بأن المقصود منه ما يتميز به الإنسان عن الجمادات والنباتات والحيوانات من العقل الكامل والقدرة على النطق والتعبير عما يريد والإرادة والاختيار الحر والاستطاعة والقدرة، فضلا عن السمع والبصر والحياة والإدراك والعلم.. أي أن هناك تشابها عاما بين صورة الله في صفاته والإنسان.

قلت: ولكن لم خص المسيح بأنه صورة الله في كلام بولس؟

قال: إن الإنسان كلما ترقى في الكمالات،كلما صار أكثر عكسا لصفات الله، وكلما تجلت فيه أسماء الله وصفاته الحسنى كالعلم والقدرة والعزة والعدل والحلم والكرم والرحمة.. لهذا تحدث بولس عن نفسه وعن سائر القديسين، فقال :( ونحن جميعا نعكس صورة مجد الرب بوجوه مكشوفة كما في مرآة، فتتحول إلى تلك الصورة ونزداد مجدا على مجد، وهذا من فضل الرب الذي هو روح) (قورنتس:3 / 18)

وقد قال في موصيا المؤمنين بالتخلُّق بأخلاق الله والعيش حياة مسيحية كاملة :( أما الآن فألقوا عنكم أنتم أيضا كل ما فيه غضب وسخط وخبث وشتيمة، لا تنطقوا بقبيح الكلام ولا يكذب بعضكم بعضا، فقد خلعتم الإنسان القديم وخلعتم معه أعماله، ولبستم الإنسان الجديد ذاك الذي يجدد على صورة خالقه ليصل إلى المعرفة )(رسالة بولس إلى أهل قولسي: 3 / 8 ـ 10)

فإذا كانت صورة الله تقتضي الألوهية،، فإن هذا يقتضي أن يكون جميع القديسين، بل جميع الرجال آلهة!؟

اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست