responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 101

تعتبرون المسيح مجرد ابنٍ لداود، مع أن داود نفسه اعتبر المسيح الآتي المبشر به والذي سيجعله الله دائنا لبني إسرائيل يوم الدينونة: ربَّاً له: أي سيدا له ومعلما[1]

صورة الله:

قلت: فلننتقل إلى وصف بولس للمسيح بأنه صورة الله، وأنه الله القدير.

قال: إن كون المسيح صورة الله لا يعني ما تفهمونه من الألوهية، بل معنى ذلك أن الله جعله نائباً عنه في إبلاغ شريعته الأدبية والروحية إلي من أرسل إليهم، والدليل على ذلك قول بولس نفسه في رسالته الأولى إلي أهل كورنثوس(11: 7 ):( فإن الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده، وأما المرأة فهي مجد الرجل )، فمعنى هذا أن الله أناب الرجل عنه في سلطانه على المرأة، ومقتضى هذا السلطان أن لا يغطي رأسه بخلاف المرأة.

بالإضافة إلى هذا.. فإن القول بكون المسيح هو صورة الله يلزم عنه أنه غير الله تعالى، لأن كون شيء على صورة شيء لا يقتضي أنه هو، بل بالعكس يفيد أنه غيره، فمثلاً صور الآلهة المعبودة من دون الله والمصنوعة من الذهب والنحاس والخشب هي بالقطع ليست عين الإله المعبود، وبناء على هذا فإن القول بأن المسيح هو صورة الله يفيد بلا شك أنه غيره لا عينه.

بالإضافة إلى هذا.. فقد ذكر الكتاب المقدس أن الله خلق آدم كما خلق المسيح، فلا ميزة للمسيح في هذا المعنى فقد ورد في سفر التكوين(1: 26) :( قال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه)

وورد نفس المعنى في سفر التكوين(9: 9 ):( لأن الله على صورته عمل الإنسان)

بل إن هذه الصفة تكررت بعينها مرات عديدة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، ووصف بها الإنسان بشكل عام والرجل بشكل خاص، ويفهم من تتبع موارد استعمالها في الكتاب


[1] انظر ما يتعلق بهذه البشارة في (أنبياء يبشرون بمحمد) من هذه السلسلة.

اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست