responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 99

منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة)[1]، وفي رواية: (مثل الجليس الصالح كمثل العطار، إن لا يحذك يعبق بك من ريحه)[2]

قال: فقد دعانا رسول الله a أن نعيش إخوانا على سرر متقابلين في جنة الدنيا قبل أن نعيشها في جنة الآخرة.. ذلك أن روائح الأعمال الصالحة، والقلوب الطاهرة، والنفوس النقية هي التي نراها عيانا يوم القيامة في ذلك النعيم الأبدي.

قلت: أجل.. وقد ذكرني حديثك هذا بقوله a: (إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان؛ فيجىء سرير هذا حتى يحاذى سرير هذا، فيتحدثان بما كانا فى الدنيا، فيقول أحدهما لصاحبه: يا فلان، تدرى أى يوم غفر الله لنا، يوم كذا، فى موضع كذا وكذا؛ فدعونا الله فغفر لنا)[3]

قال: لقد ذكر رسول الله a نوع الأحاديث التي كان يتحدث بها هؤلاء الإخوان في الدنيا، والتي أهلتهم لدخول الجنة.

قلت: ما تقصد بذلك؟

قال: من أول ثمرات صحبتك للطاهرين أن المجالس التي تجلس معهم فيها تفوح بروائح الطهارة الزكية.

قلت: لقد ذكرتني بقصيدة جميلة للشيخ أبي مدين التلمساني يقول فيها:

تحيا بكم كل أرض تنزلون بها

كأنكم في بقاع الأرض أمطار

وتشتهي العين فيكم منظراً حسناً

كأنكم في عيون الناس أزهار

ونوركم يهتدي الساري برؤيته

كأنكم في ظلام الليل أقمار


[1] رواه البخاري ، 5534..

[2] رواه ابن المبارك في الزهد (358) ، وابن أبي شيبة 13/385-386.

[3] رواه البزار، جامع الأحاديث (3/ 117)

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست