responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 100

لا أوحش الله ربعاً من زيارتكم

يا من لهم في الحشا والقلب تذكار

قال: وقد قال في قصيدة أخرى يصف أصدقاءه الصالحين من الفقراء إلى الله:

ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا

هم السلاطين والسادات والأمرا

فاصحبهموا وتأدب في مجالسهم

وخل حظك مهما قدموك ورا

واستغنم الوقت واحضر دائما معهم

واعلم بأن الرضا يختص من حضرا

ولازم الصمت إلا إن سئلت فقل

لا علم عندي وكن بالجهل مستترا

ولا تَرَ العيب إلا فيك معتقداً

عيباً بدا بيِّناً لكنه استترا

وحط رأسك واستغفر بلا سبب

وقف على قدم الإنصاف معتذرا

إن بدا منك عيب فاعتذر وأقم

وجه اعتذارك عما فيك منك جرى

وقل عبيدكموا أولى بصفحكموا

فسامحوا وخذوا بالرفق يا فقرا

هم بالتفضل أولى وهو شيمتهم

فلا تخف دركا منهم ولا ضررا

وبالتغني على الإخوان جد أبداً

حساً ومعنى وغض الطرف إن عثرا

قلت: ما أجمل هذه الكلمات.

قال: وأجمل منها المعاني التي تحملها.. فمن عاش في صحبة الطاهرين، تطهر قلبه، وكانت صحبته لهم معراجا يعرج به إلى ربه.

قلت: أجل.. فالصداقة ليست مجرد محل للأنس فقط، بل هي محل للتطهير والطهارة..

قال: كما أنها محل للتنجيس والنجاسة.

قلت: أجل.. ولذلك أخبر الله تعالى عن الندم العظيم الذي يصيب أولئك الذين لم يستعملوا عقولهم في اختيار أصدقائهم.. لقد قال الله تعالى في شأنهم: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَا

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست