responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88

كانت لدنيا يطلبونها أو أهواء يتبعونها؛ فإن الله يرفع عنهم بركتها، وما كان لشيء رفعت بركته أن يدوم.

قلت: صدقت.. وقد ذكرني حديثك هذا بقوله تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]؛ فقد أخبر الله تعالى فيها أن المودة البادية بين الأخلاء في الدنيا، ستنقطع إلا مودة المتقين..

قال: أجل.. فما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.

قلت: كم كنت أتمنى أن أقضي عمري بينكم.. لكن شاء الله لي أن أكمل سياحتي في الأرض.. فهناك الكثير من المهام التي تنتظرني.

قال: أجل.. وكم تمنينا أن تبقى بيننا.. لكن عليك أن تؤدي ما كلفت به؛ فهناك الكثير ممن ينتظرك ليعلمك من أسرار الحياة، ما ينيلك خيرها، ويقيك شرها.

قلت: فهلا نصحتني قبل أن أكمل رحلتي.

قال: أنت لم تأخذ بعد عني كل أسرار الصداقة.. فهلم أكملها لك.

قلت: لقد تصورت أني اغتنيت بما رأيته منك، ومن أصدقائك.

قال: إن ما رأيته لم يكن ليتحقق لولا تلك النصائح الجليلة التي سمعناها جميعا من أفواه الصالحين الهداة.. أولئك الذين علمونا أسرار كل شيء.

قلت: ما تقصد؟

قال: لقد ذكرت لك أن صداقتنا كانت مؤسسة على طاعة الله، ومبنية على محبته.

قلت: أجل.. ألا يكفي ذلك لتأسيس الصداقة؟

قال: ما ذكرته جميل، ولكنه لا يكفي؛ فنحن نحتاج إلى دراسة متأنية في نوع الأصدقاء الذي يتناسبون معنا ومع طباعنا وتكاليفنا.

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست