وجوده.. لكني اليوم
أشعر أن أجمل الأيام ذلك اليوم الذي يزورني فيه.. فكل أماني أن يزورني، وأنا في
حالة طيبة، حتى ألقى الله بصورة جميلة.
قلت: لكأني بك
كفرت بتلك المقولات التي قالها [شوبنهاور]، والتي كنت ترددها علي كل حين.. لقد كنت
تذكر لي قوله : (حياة الإنسان كلها ليست إلا نضالا مستميتا من أجل البقاء على قيد
الحياة مع يقينه الكامل بأنه سيهزم في النهاية) .. وقوله: (ينبغي أن ندمر في
داخلنا، وبكل الأشكال الممكنة، إرادة الحياة، أو الرغبة في الحياة، أو حب الحياة)
.. وقوله: (يُقال أن السماء تحاسبنا بعد الموت على ما فعلنا في الحياة الدنيا ..
وأنا أظن أنه بإمكاننا أن نحاسبها أولًا عن المزحة الثقيلة للوجود الذي فُرض علينا
من دون أن نعلم لماذا؟ وإلى أي هدف؟).. وتردد معها مقولة (فكتور فرنكل): (للكثير
من الناس اليوم وسائل للحياة، غير أنهم يفتقدون معنى يعيشون لأجله)[1]
قال: أجل.. كنت
أردد ذلك قبل أن يذوق قلبي طعم الإيمان.. لقد كانت القسوة والجفاء والغلظة تطبع
حياتي جميعا، نتيجة تركي للهداة الدالين على الحقائق، وتمسكي بأولئك الدجالين الذي
نصبهم الشيطان أئمة للضلال.
قلت: عجبا..
لطالما كنت أسمعك تردد علي مقولة شوبنهاور التي يذكر فيها (أن الدين هو من صنيعة
البشر ابتكروها لتفسير ما هو مجهول لديهم من ظواهر طبيعية أو نفسية أو اجتماعية،
وكان الغرض منه تنظيم حياة مجموعة من الناس حسب ما يراه مؤسس الدين مناسبا وليس
حسب الحاجات الحقيقية للناس الذين عن جهل قرروا بالالتزام بمجموعة من القيم
البالية)
قال: أجل.. كنت
أردد ذلك.. وكنت ممتلئا بالشقاء بسبب ذلك..
[1]
انظر هذه النصوص وغيرها
في كتابي [كيف تناظر ملحدا]، ص 380.