responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 250

السعادة.

قلا: لم يكن ألمه ألم القانطين، ولا خوفه خوف المكتئبين المحبطين.. بل كان مع خوفه ممتلئا بالرجاء لله، يعاين فضل الله الذي ينتظره، بكل سعادة.

قلت: أراك تذكر الكثير من المعاني المتناقضة.. فهل يمكن أن تجتمع السعادة مع ما ذكرت؟

قال: أرأيت لو أن شخصا كانت له أموال كثيرة، وكان في بيئة مملوءة باللصوص، وكان حريصا عليها، يستعمل كل الوسائل لحمايتها، ولا يثق في أي شخص قد يسلبها منه.. هل تعتبر ذلك شقاء؟

قلت: لا .. بل هذا حرص.. وهو حرص ممدوح.

قال: فكذلك كان شداد.. لقد كان حريصا على السعادة التي بلغها، فلم يكن ليأذن لأي شيء يسلبها منه.

المشهد الرابع:

قلت: حدثتني عن المشهد الثالث.. فحدثني عن المشهد الرابع.

قال: لقد حصل لي هذه المشهد أثناء زيارتي لتركيا.. حيث التقيت فيها برجل اسمه سعيد[1].. تعلمت منه من أسرار السعادة ما أزال عني كل أوهام الشقاء.

التقيت به في (أنقرة) في يوم من الأيام الأخيرة لفصل الخريف، حيث كانت الدنيا مملوءة بالكآبة.. قلت له، وقد رأيت الشيب قد اشتعل في رأسه، والوهن قد ملك عليه جسده: أراك يا سعيد تسير إلى الموت الذي كنت تخاف منه سيرا حثيثا.

قال، وهو يبتسم: نعم كنت أخاف منه، وأمتلئ رعبا من ذكره، وأمتلئ تشاؤما من


[1] أشير به إلى بديع الزمان النورسي.

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست