قال: بعد أن عرفت
دجل الدجالين، وكذبهم، وكونهم صناعة شيطانية.
قلت: فكيف اهتديت
إلى ذلك؟
قال: لقد علم
الله صدقي في طلب الحق، ورأى معه عدم تكبري عن أهله.. فلذلك دلني عليهم..
قلت: ولكنك قضيت
كل عمرك مع الدجالين.
قال: ألم يقض
سحرة فرعون كل عمرهم في صناعة السحر، وخدمة فرعون؟
قلت: بلى..
قال: ولكن الله
شاء أن يختم لهم بتلك الخاتمة الطيبة.. لأنهم مع الشرور الكثيرة التي قاموا بها
كان فيهم الكثير من الصدق، ومعه الكثير من التواضع.. وهذان وحدهما كافيان ليصدا كل
وساوس الشياطين في أي لحظة من لحظات الوعي.
قلت: لكأني بك تذكرني
بقوله a: (والذي لا إله غيره إن أحدكم
ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل
بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها
إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)[1]
قال: صدق رسول
الله a .. وإياك أن تحسب أن ذلك جبر، أو
مخالف للحكمة؛ فتتهم ربك.