responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24

قال: العدو الثالث هو الدنيا..

قلت: فما علاقتها بالنفس وبالشيطان؟

قال: هل تعرف السر الذي جعل الشيطان يوسوس لآدم عليه السلام في الجنة؟

قلت: أجل.. لقد كان للجنة من الجمال ما جعل آدم عليه السلام يمتلئ قلبه محبة لها وحرصا عليها.. ولذلك استغل الشيطان هذا الحرص، فراح يستثمره في وسوسته.

قال: فالدنيا هي الجنة..

قلت: شتان بين الدنيا والجنة.

قال: صدقت.. ولكن العبرة ـ كما يقول الحكماء ـ بما تراه، لا بالحقيقة.

قلت: ما تعني؟

قال: لقد تخيل البشر ـ بسبب قصورهم ـ أن الدنيا هي كل شيء.. وأنه لا يمكن أن يكون هناك ما هو أجمل منها.

قلت: صدقت.. وقد أشار إلى هذا قوله تعالى:﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾ (فصلت: من الآية15).. وقال عن صاحب الجنة الظالم:﴿ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً﴾ (الكهف:35)

قال: فالدنيا هي المحل الذي تحصل فيه الوساوس.. كما أن الجنة التي دخل إليها آدم عليه السلام هي المحل الذي حصلت فيه الوساوس.

قلت: فما علاقة العدو الرابع بهؤلاء الأعداء جميعا؟

قال: العدو الرابع هو الأهواء.. الأهواء التي امتلأ بها تاريخ البشرية.. فأصبحت دينا بدل الدين.

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست