قال: ذلك صحيح.. وقد عبر القرآن الكريم عن تلك الاستعدادت الخبيثة بالنفس الأمارة.
قلت: أجل.. وقد نص على ذلك قوله تعالى:﴿ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي) (يوسف: من الآية53)
قال: فهذا هو العدو الأول.. وهو نفسك التي بين جنبيك..
قلت: عرفت هذا.. فمن العدو الثاني؟
قال: الشيطان..
قلت: أعرف أن الشيطان أقسم على عداوتي.. ولكني محتار في كيفية اختراقه لذاته.
قال: هو لا يخترق ذاتك التي هي حقيقتك.. وإنما يخترق مطامعك التي تمتلئ بها نفسك.. ألا ترى أنه دخل على آدم عليه السلام من هذا الباب؟
قلت: أجل.. لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال:﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى﴾ (طـه:120).. وفي موضع آخر قال تعالى:﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21﴾ (الأعراف)
قال: لقد رأى في آدم عليه السلام حبه للخلود.. وحبه للملك الذي لا يبلى.. فلذلك أتاه من هذا الباب.
قلت: أجل.. وذلك واضح تدل عليه الآية.
قال: فقد عرفت العدو الثاني.. وعلاقته بالعدو الأول.
قلت: فما علاقة العدو الثالث بالعدوين جميعا؟