قال:
أنا رجل حبب الله إلي الشعر والنظم.. فلذلك جمعتهم في أبيات قلتها.. لقد قلت في
عدهم:
إني بليت بأربع ما سلطوا
إلا لأجل شقاوتي وعنائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى
كيف الخلاص وكلهم أعدائي
إبليس يسلك في طريق مهالكي
والنفس تأمرني بكل بلائي
وأرى الهوى تدعو إليه خواطري
في ظلمة الشبهات والآرائي
وزخارف الدنيا تقول أما ترى
حسني وفخر ملابسي وبهائي
قلت:
فأعداء الحياة الأربع إذن هم: الشيطان، والدنيا، والنفس، والهوى..؟
قال:
أجل.. ولولا هذه الأربع لم تقم في الدنيا عداوة.. ولم يسفك على الأرض دم..
قلت:
فكيف انحصر الأعداء عندك في الأربع؟
قال:
أنت تعلم أن الله خلق الإنسان ليكون خليفة في الأرض، وقد زوده من الطاقات ما
يستطيع أن يؤدي به هذه الوظيفة.
قلت:
أجل.. وقد ذكر الله ذلك في القرآن..
قال:
وأنت تعلم أن تلك الطاقات التي زود بها الإنسان يمكن استثمارها في الخير.. ويمكن
استثمارها في الشر؟
قلت:
أجل.. وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى:﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا
وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾
(الأحزاب:72).. فقد وصف الله بوصفين هما الظلم والجهالة.. وفي وصفه بالظلم دلالة
على قدرته على العدل.. وفي وصفه بالجهالة دلالة على قدرته على الحكمة.