قال:
هناك نفوس بسيطة قد لا تخطر ببالها إلا الوساوس البسيطة.. لكن الأهواء تجعل من
النفوس نفوسا معقدة.. وتتيح للشيطان بسبب ذلك من فرص تنفيذ مخططاته ما ييسر عليه
مهمته.
قلت:
هل تضرب لي مثالا يقرب لي ذلك؟
قال:
أقرب مثال لذلك هو ما يحصل هذه الأيام بين الجارتين القريبتين.
قلت:
تقصد الحرب الدائرة الآن بينكم وبين الدولة المجاورة.
قال:
أجل.. فلولا الأهواء لم تقم بيننا أي حرب.
قلت:
لم أفهم.
قال:
أذكر جيدا أننا كنا في شبابنا نعيش مع من نسميهم الآن أعداءنا مثل الإخوة تماما،
كنا نذهب لنفس المدارس، ونقرأ نفس الكتب، ونتردد على نفس المساجد.. ولدي منهم
أصدقاء كثيرون.. بل ربما يفوق أصدقائي منهم أصدقائي من هذه الأرض التي لا أزال
أعيش فيها.
قلت:
ولكن ما الذي حصل؟ وكيف تغيرت الحال؟ وكيف تحول هؤلاء الأصدقاء إلى أعداء؟
قال:
بسبب أولئك الأعداء الأربع تحول الأصدقاء إلى أعداء، ثم قامت الحروب، ثم غذيت تلك
الحروب بكل ألوان الأسلحة.. ثم نتج عنها كل ما تراه من دماء ودمار وجثث.
1 ـ الهوى
قلت:
فهلا حدثتني عن ذلك، وكيف بدأ؟
قال:
لاشك أنك تعلم الحروب التي حصلت بسبب ناقة البسوس.