قال:
عندما نقرأ كلمات الله المقدسة نجدها تصف الله بالتنزيه والتقديس المطلق.. لكن
عقول رجال الأديان لم تستسغ ذلك التقديس، فراحت تصف الله بما تصف به البشر، فغرقت
في أوحال التشبيه والتجسيم.
قلت:
فماذا فعلتم أنتم؟
قال:
لقد طهرنا العقائد من كل ذلك الرجس، لأنه افتراء على الله، وكذب عليه.
قلت:
أهذا ما فعلتم؟
قال:
هذا مجرد مثال.. فقد دخلت التحريفات في كل شيء.. ولذلك جردنا المقدس من كل أنواع
المدنس.. وطهرنا دين الله من كل آثار دين البشر.. فتحول دين الله إلى جماله وقوته
التي أضعفها ذلك الدنس الذي أحاط بها.
قلت:
فهل كان لكم في ذلك حجة؟
قال:
أجل.. لقد أمرنا a بذلك في وصاياه الخالدة.
قلت:
أراك تشير إلى قوله a: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين
وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)[1]
قال:
أجل.. فدين الله يحتاج كل حين إلى تطهيره من كل الأهواء التي تسربت إليه.
قلت:
لكن الذي أعلمه هو أن الأهواء تسربت إلى أهل الأديان من قبلنا.. فقد كان رجال
الدين يكتمون ما أمر الله به أن ينشر.. وكانوا يضيفون للدين ما يتناسب مع
[1]
الجامع
لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (135)