قال:
وهو سبب اجتماعي مبني على عنصريتهم وطائفيتهم وكبرهم.. فلذلك أنكروا أن يكون النبي
من غيرهم، مثلما فعل التطوريون الذين لم يستسيغوا أن يروا الحقائق في بلاد
المسلمين.
قلت:
وعيت هذا.. ووعيت معه أهمية هذا الركن من الثبات.. فالتطوريون امتنعوا من تقبل
الحقائق، لا بسبب عدم الدليل عليها، وإنما بسبب نفرتهم النفسية والاجتماعية منها.
قال:
أجل.. ولذلك ترانا في هذه المدرسة ندرس الحقائق الدينية بالأسلوب الذي يتناسب مع
هذا العصر.. حتى لا نسيء إليها.
قلت:
لم أفهم ما تعني.. هل طورتم الدين ليتناسب مع العصر.
قال:
لا .. دين الله واحد.. وحقائقه ثابتة.. وإنما طورنا أساليب عرضه، وأنواع حججه
ليفهمها أهل عصرنا .. ذلك أن بعض ما ذكره السابقون من أدلة لا يتناسب مع أمزجة
وعقول هذا العصر.. ولذلك جددنا العرض، حتى لا يساء إلى الحقائق عندما تلبس ألبسة
القرون السابقة.
قلت:
أراكم استفدتم في هذا من رد الله تعالى على أولئك الذين طالبوا رسول الله a بأن يستعمل نفس ما استعمله
الأنبياء السابقون من حجج.
قال:
أجل.. لقد قال الله تعالى في ذلك: ﴿ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ
عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ
تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ
وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾
[آل عمران: 183]
قلت:
أهذا فقط ما قمتم به من تطوير يرتبط بالحقائق الدينية؟
قال:
لا .. ليس ذلك فقط.. وإنما أزحنا عنها الكثير من الخرافات والدجل الذي ارتبط بها..
والذي شوهها، وحال بين الخلق وتقبلها.