responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 198

الأديان، ويطبقوا عليها جميع المقاييس المفرقة بين الحقائق والأوهام، ليميزوا بين الحقيقة فيها والأسطورة.

قلت: حينها سيصلون حتما إلى الإسلام.

قال: ولكنهم لم يفعلوا.. لأن خوفهم من الحقائق جعلهم يتوقفون في منتصف الطريق.. ولا يكتفون بذلك، بل راحوا يشنون على حقائق الإسلام ما شنوه على غيرها.

قلت: أنت تذكرني بما فعله أهل الكتاب الذين كان لديهم كل الأدلة المثبتة لكون محمد a رسول الله الذي وعدوا به.. لكنه عندما لم يتفق مع أهوائهم راحوا ينفرون منه، وينفرون.

قال: صدقت.. وقد قال الله تعالى في شأنهم: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89]

قلت: وقد ذكر الله تعالى علة ذلك، فقال: ﴿ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [البقرة: 90].. فقد كان الحسد هو السبب في عدم إيمانهم.

قال: أجل .. وهو سبب نفسي مبني على مزاج مريض مركب من الهوى المجرد..

قلت: وقد أضاف الله تعالى إلى ذلك السبب قوله: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ ﴾ [البقرة: 91]

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست