الأديان،
ويطبقوا عليها جميع المقاييس المفرقة بين الحقائق والأوهام، ليميزوا بين الحقيقة
فيها والأسطورة.
قلت:
حينها سيصلون حتما إلى الإسلام.
قال:
ولكنهم لم يفعلوا.. لأن خوفهم من الحقائق جعلهم يتوقفون في منتصف الطريق.. ولا
يكتفون بذلك، بل راحوا يشنون على حقائق الإسلام ما شنوه على غيرها.
قلت:
أنت تذكرني بما فعله أهل الكتاب الذين كان لديهم كل الأدلة المثبتة لكون محمد a رسول الله الذي وعدوا به..
لكنه عندما لم يتفق مع أهوائهم راحوا ينفرون منه، وينفرون.
قال:
صدقت.. وقد قال الله تعالى في شأنهم: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ
عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ
فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89]
قلت:
وقد ذكر الله تعالى علة ذلك، فقال: ﴿ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ
أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ
فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ
وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [البقرة: 90].. فقد كان الحسد هو السبب
في عدم إيمانهم.
قال:
أجل .. وهو سبب نفسي مبني على مزاج مريض مركب من الهوى المجرد..
قلت:
وقد أضاف الله تعالى إلى ذلك السبب قوله: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا
بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ
بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ ﴾ [البقرة: 91]