responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 189

وظلاميتهم ليست إلا دليلا على الظلام الذي يسكن عقولهم.

قال الثاني: لم أذكر لك أن كل أفكارهم صحيحة.. ولكني ذكرت لك أن بعضها صحيح.. وأنه يمكننا أن نستفيد منها..

قال الأول: لو كان فيها فائدة لاستفادوا هم منها قبلنا.

قال الثاني: ليس بالضرورة.. فقد يكون الشخص صاحب سيارة لكنه قعيد.. ولذلك لا يستطيع أن يسوقها.

قال الأول: دعك من هذا حتى لا تقع في سجونهم.. فنحن قد آثرنا أن نتخلص من كل تلك الرواسب التي جعلتنا من المتخلفين.. ولا يمكننا أن نقبل التطور المادي، ونترك سائر أنواع التطور.. فالتطور شيء واحد.

أراد الثاني أن يقول شيئا.. لكن الأول أسرع وتركه، وهو يسخر منه بطريقة ممجوجة آذتني كثيرا.. فاقتربت منه، وقلت: لا عليك.. فهو في مرحلة الشباب والمراهقة، ولا يعرف ماذا يفعل.

قال: بل هو يعرف ما يفعل، ويتصور أنه لن يكون متطورا ولا متحضرا إلا إذا فعل هذا.. هو متأثر بممثل مشهور نال إعجاب أهل هذا الحي منذ فترة، والكل يقلده في حركاته.

قلت: لقد كان يحدثك عن التطور..

قال: أي تطور هذا.. بل كان يحدثني عن التخلف الذي طلي بطلاء التطرف.

قلت: لم أفهم.. فهل أنت من أهل الحي الذي يسميه ظلاميا؟

قال: لا .. أنا لست من أهل كلا الحيين.. بل من حي ثالث منعزل لا يعرفه كثير من الناس .. فهو حاليا لا يسكنه إلا ثلة قليلة، أنا أحدهم.. وقد أرسلني معلمي لعلي أستطيع أن أقنع بعض هذا الحي بزيارته.. لكني لم أفلح.

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست