قلت:
ولم لا تذهب إلى الحي الآخر.. فلعلك تجد فيهم من يسمعك؟
قال:
لقد كنت فيه.. لكني أيضا لم أفلح.. لكني مع ذلك لن أيأس، وأنا ورفاقي ليس لنا من
عمل في كل مساء إلى تنوير كلا الحيين بحقائق الثبات والتطور.
ما
إن نطق بكلمة الثبات والتطور حتى اهتززت طربا.. وقلت: لعلي في هذه المدينة أظفر
بأسرارهما.
قال
لي: أجل.. فلم نهتد لبناء الحي الثالث إلا بعد أن تعلمنا أسرار الثبات والتطور.
قلت:
فمن علمكم علومها؟
قال:
معلمي .. معلم الثبات والتطور.. وإن شئت أن تزوره، فهو في انتظارك.
امتلأت
فرحا بحديثه هذا، وقلت: وجدته .. هذا ما كنت أبحث عنه.
ذهبت
معه إلى الحي الثالث الذي احتاج منا إلى بعض السير والجهد.. كان حيا صغيرا، لكنه
ممتلئ بالجمال، وكان متطورا، ولكنه يحافظ على كل سمات الأصالة.
وأجمل
ما رأيت فيه مدرسة مزودة بكل التقنيات، وأمامها مسجد، كان حينها ممتلئا ببعض
الشباب والأطفال.. والذين انصرفوا إلى دروسهم بمجرد انتهائهم من الصلاة.
دخلنا
على معلم الثبات والتطور.. وكان حينها بالمدرسة.. وقد عجبت حين علمت أنه يملك
كثيرا من الشبهات العلمية، وفي تخصصات دقيقة، وأنه فوق ذلك يملك براءات اختراع.
وقد
دعاني ذلك إلى سؤاله عن سر إعراض حي المتطورين عنه، وقلت له: لا أعجب أن يعرض عنك
أولئك التقليديون.. فهم لا يؤمنون بالعلوم الحديثة.. ولكني