ولا
سيارات ولا غيرها من وسائل النقل الحديثة.. ولم يكن هناك أي وسيلة من وسائل
الاتصال حتى البسيطة منها.
وكانت
ملابس الناس مثل مدينتهم، يشعر السائر فيها، وكأنه يعيش في العصور الوسطى.. وهكذا
كانت كل شؤونهم.
وأما
الحي الثاني؛ والذي كان يبعد قليلا عن الحي الأول، فقد كان على العكس من ذلك تماما..
كانت فيه كل وسائل التطور والرفاهية، ولكن ليس بجانبها العادي البسيط فقط، وإنما
بجانبها المتوحش أيضا..
فقد
كانت دور السينما تعرض صورا غير أخلاقية على واجهات محالها، تدعو الناس لمشاهدتها،
وبأثمان رمزية.. وكان الشباب يلبسون ثيابا أقرب إلى التهتك منها إلى الستر.. وكان
النساء غير محجبات..
أما
المساجد، فلا وجود لها .. إلا مسجد واحدا يشبه المتاحف.. لم يكن يقترب منه أحد..
ومع ذلك لم يجد من أهل ذلك القسم من المدينة أي حرمة، فقد كان بعض الناس يدخلون إليه
بأحذيتهم ليشاهدوا عمرانه.. دون أن تحدثهم نفوسهم بأن يصلوا أو يذكروا الله فيه.
بل
إني رأيت بعض الشباب يسخر من كل شيء يتعلق بالدين.. وسمعت بعضهم يقول لصاحبه، وهو
يحاوره: لا شك أنك تريد بهذه الطريقة التي تفكر بها أن يتحول حينا إلى حي أشباح
مثل حي أولئك الظلاميين الذين يجاوروننا.
قال
له صاحبه: لم أقصد هذا.. ولكني قصدت أن بعض ما يحمله أصحاب الحي الذي تسميه ظلاميا
من أفكار جميل جدا.. فقد ناقشت بعضهم، وأعجبني طرحه.
قال
الأول: لو كانت أفكارهم صحيحة لأثرت في حياتهم.. وتخلفهم