responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14

فبينما أرى العبقري الذي يشق الشعرة بذكائه أرى بجانبه الغبي الذي لا يفكر ولا يريد أن يفكر، ولا يستطيع أن يفكر لو أراد.

وبينما أرى الغني الذي تنوء مفاتح كنوزه بالعصبة أولي القوة.. أرى الفقير الذي لا يجد في المزابل ما يسد به رمقه.

وبينما أرى الصحيح المعافى القوي الذي لا يعرف المرض، ولا يعرفه المرض.. أرى الذي لا يرحل عنه مرض إلا زاره آخر.. بل تزوره الأمراض العديدة في الوقت الواحد، فينشغل بتطبيب نفسه عن كل شؤون حياته.

وبينما أرى المعافى الذي لا يعرف البلاء.. أرى المبتلى الذي لا يعرف العافية، ولا يسمع بها.

***

كانت هذه المشاهد التي تمتلئ بها حارتي كما تمتلئ بها الأرض مثار تساؤلات عميقة عن سر هذه الحياة.. وسر تقلباتها وتناقضاتها.

نعم.. أنا مؤمن بالله.. ومؤمن بأقدار الله.. ومؤمن بعد ذلك كله بالمصير الذي ينتظر العباد.. ولكن هذا الإيمان لم يكن إلا قشرة طافية على بحر ذاتي.. ولذلك لم يستطع أن يفك تلك الألغاز التي تقبع فيها روحي..

لم أجد نفسي إلا وأنا أمام ذلك الشيخ الصالح الذي شرفني بزيارته، وقبل أن يطلع الفجر، أقول له من غير استئذان، ومن غير أن أحمل في يدي الفطور الذي تعودت أن أحمله إليه: ما أسرار الحياة؟

ابتسم، وقال: أنت تريد مني أن أحدثك عن رحلتي إلى أسرار الحياة.. فلا يمكن لأحد أن يتنعم بشمس الحقيقة، وهو يجهل هذه الأسرار.

قلت: أجل.. إن كان لديك علم بهذه الأسرار، فهلم به إلي، فنفسي تكاد تنفطر

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست