responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 122

الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]

قال: أتدري ما سر ذلك؟

قلت: ما سره؟

قال: تخلفهم عن سنة الثبات..

قلت: أتلك التي أخبرتني أنها ركن من أركان سنن التغيير؟

قال: أجل.. فقد يبذل مريد التغيير كل جهده في الإصلاح.. ولكنه إن لم يستمر على ذلك، ولم يثبت عليه، لم يتحقق له التغيير، بل قد يسقط في نيران الغفلة.. ألم تسمع ما ذكر الله تعالى عن ذلك الذي آتاه العلم.. لكنه لم يستطع الثبات والصبر والدوام.

قلت: لعلك تقصد من يقال له [بلعلم بن باعوراء]، ذلك الذي جعله الله تعالى عبرة ونموذجا للعلماء المغيرين المبدلين.

قال: أجل.. فقد ذكر الله تعالى أنه كان بمحل رفيع من العلم، وأنه كان في إمكانه أن ينال الدرجات العليا في الدنيا والآخرة.. لكنه بسبب هجره لسنة الدوام تحول إلى كلب لاهث.. قال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 175، 176]

قلت: وهكذا كان حال السامري؛ فقد كان من أصحاب موسى عليه السلام، بل كان من المقربين السابقين.. لكنه لم يثبت ولم يواصل المسيرة، فتحول من صحابي جليل إلى شيطان رجيم.

قال: وهكذا أخبر الله تعالى أن طالوت لم يسر بقومه إلى عدوهم إلا بعد أن

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست