responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 121

وورثتهم.. لكنهم أبوا ذلك، فسلط الله عليهم عدوهم، ليذيقهم ألوان الهوان.

ب ـ سنة الثبات:

قلت: فقد صدق قومك إذن عندما ينسبون ما حصل لهم من استعباد وإذلال وقهر لله تعالى.

قال: الأمر كله لله من قبل ومن بعد.. ولكن الله يعامل كل جهة بما تستحقه.. ألم تسمع قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 61]؟

قلت: بلى.. فقد ذكر الله تعالى أن ما حصل لبني إسرائيل من الهوان والذلة والاستعباد كان عقوبة إلهية بسبب استبدالهم الذي هو أدنى بالذي هو خير.

قال: وهكذا قومي.. فقد راحوا يستبدلون شريعة الله بأهوائهم، وعدالة الله بجورهم، ورحمة الله بقسوتهم، مثلما استبدل بنو إسرائيل المن والسلوى بالثوم والبصل.. ومثلما استبدلوا إلههم القدوس بذلك العجل الذهبي.

قلت: لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم كثيرا سنة الاستبدال الإلهية.

قال: أجل.. فالله تعالى بعد أن ينزل هدايته على عباده يعطيهم الفرص، لاتباعها أو الإعراض عنها لاختبارهم بذلك، ألم تسمع بقوله تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3]؟

قلت: بلى.. وقد ذكر القرآن الكريم أن أكثر المبتلين يسقطون في بلائهم، فقد قال الله تعالى عمن أساءوا خلافة الصالحين: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست