responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 123

امتحن ثباتهم على ما عاهدوه عليه.

قلت: ولكنه امتحنهم بشيء شديد على نفوسهم، وهو شرب الماء.. فما سر ذلك؟

قال: سر ذلك أن أكبر ما يهدد الثبات تسلل الأهواء، وأكبر ما يدعو إلى تسلل الأهواء الركون إلى الدنيا.. والدنيا ليست سوى مطعم ومشرب.. فلذلك امتحنهم بالمشرب.

قلت: أجل.. ولهذا قال الثابتون: ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 250]، وقد عقب الله عليها بقوله: ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 251]

قال: وهكذا العدو؛ فهو لا يراهن على شيء كما يراهن على الملل، ولذلك كان عدوه الأكبر ثبات المجاهدين وصبرهم..

قلت: أجل.. ولهذا وصف الله تعالى المؤمنين الصادقين، فقال: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23]

قال: أجل.. فعلامة الصدق الثبات.. وعلامة الصدق عدم التبديل.

قلت: ألهذا حذر الله تعالى هذه الأمة من أن تخلف وعدها لرسولها a، وتسقط في مهاوي الملل الذي يجرها إلى التغيير والتبديل؟

قال: أجل.. فقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144]

قلت: لقد ذكر الله تعاى أن هذه السنة سارية إلى يوم القيامة، فكل من بدل

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست